أعلن الوزير الأول لإحدى الولايات الهندية عن جائزة قدرها مليون دولار لأي شخص يستطيع فك شفرة النص الغامض لحضارة وادي السند، إحدى أقدم الحضارات البشرية التي ازدهرت قبل أكثر من 4,000 عام في مناطق ما يعرف اليوم بباكستان وشمال الهند.
يعتبر هذا النص، الذي يتكون من رموز مثل سمكة تحت سقف وشخصيات بلا رأس، أحد أكبر الألغاز الأثرية التي لم تُحل حتى الآن. ويرى الباحثون أن فك شفرته قد يكشف أسرار حضارة العصر البرونزي التي نافست مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين في تطورها العمراني والتقني.
وقال راجيش راو، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة واشنطن، والذي يعمل على هذا اللغز منذ أكثر من عقد: "إذا استطعنا فك هذه الشفرة، فقد نحصل على فهم أعمق لتاريخ جنوب آسيا ما قبل التاريخ."
تحديات فك النص
رغم العثور على حوالي 4,000 نقش أثري تحمل رموز حضارة وادي السند، إلا أن فك رموزها يواجه صعوبات كبيرة، أبرزها:
قلة المواد النصية: على عكس اللغات القديمة الأخرى مثل المصرية القديمة، التي تركت وراءها ملايين الكلمات، فإن نصوص وادي السند نادرة وقصيرة.
غياب النصوص الثنائية اللغة: لم يتم العثور على أي نقش يحتوي على ترجمة موازية إلى لغة معروفة، مما يعقد فهم النص.
الخلافات حول أصول اللغة: هناك انقسام بين العلماء حول ما إذا كان النص مرتبطًا باللغات الهندو-أوروبية (مثل السنسكريتية) أو باللغات الدرافيدية المستخدمة في جنوب الهند.
جهود العلماء
يحاول الباحثون فك الشفرة باستخدام تقنيات متعددة، حيث يعتمد بعضهم على مقارنة الرموز بأنماط لغوية قديمة، بينما يستخدم آخرون الذكاء الاصطناعي لمحاولة استنتاج العلاقات بين الرموز.
على سبيل المثال، اقترح الباحث أسكو باربولا أن بعض الرموز، مثل رمز السمكة، قد يكون مرتبطًا بالآلهة، بناءً على تشابه الكلمات بين بعض اللغات القديمة.
من جانبه، يعمل فريق الباحثين بقيادة راو ونيشا ياداف في الهند على تدريب نماذج الحاسوب لتحليل الأنماط اللغوية للنص، على أمل أن تساعد الخوارزميات في تقديم رؤى جديدة.
مستقبل البحث
رغم مرور عقود من المحاولات، لا يزال النص غير مفكوك الشفرة، ما يدفع العلماء للمطالبة بمزيد من التعاون الدولي والتمويل، إضافة إلى السماح بإجراء عمليات تنقيب جديدة في المناطق الحدودية المتنازع عليها بين الهند وباكستان.