في قلب مدينة غزة التي غيّرتها الحرب إلى أطلال، لجأت مجموعة من العائلات النازحة إلى منزل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بعد أن فقدت مساكنها جراء القصف المستمر.
المبنى الذي كان يومًا رمزًا للقيادة الفلسطينية، وتحوّل بعد رحيله إلى متحف، أصبح اليوم مأوى مؤقتاً لمن يبحثون عن سقف يقيهم قسوة النزوح.
تُظهر صور التقطتها وكالة فرانس برس أن المنزل ما زال يحتفظ ببعض معالمه القديمة، من الجداريات التي تحمل ملامح عرفات إلى الأثاث البسيط المتبقي، بينما تحيط به الأنقاض من كل جانب، وعلى بوابته المعدنية المتهالكة عُلقت صورة تجمع عرفات مرتديًا كوفيته المميزة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.
يقع المنزل في حي الرمال قرب ميناء غزة، وقد تعرض لأضرار جراء الغارات الإسرائيلية التي طالت المنطقة خلال الحرب المستمرة منذ عامين، والتي بدأت عقب هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر عام 2023.
أشرف نافذ أبو سالم، أستاذ جامعي نزح مع أسرته بسبب القتال، قرر تنظيف المكان المهجور بعد أن وجده مغطى بالركام والغبار، واتخذه مسكناً مؤقتًا، يقول إنه عاد إلى منطقته ليجد منزله مدمراً بالكامل، والبنية التحتية في حالة انهيار، وانتشاراً للأمراض جعل العودة مستحيلة، فاختار منزل عرفات "كحل مؤقت إلى أن نجد مأوى يمكن استئجاره".
يجلس أبو سالم بين جدران المنزل متصفحًا كتابًا قديمًا يحمل صورة عرفات، إلى جواره صورة مؤطرة تجمع الزعيم الفلسطيني بالعاهل المغربي الملك محمد السادس في أحد اللقاءات الرمضانية بالمملكة، ويصف الرجل عرفات بأنه "قدوة لجيل الانتفاضة الأولى الذي نشأ على روح المقاومة والإصرار".
يشارك أبو سالم السكن مع عائلات أخرى فقدت منازلها في القصف، في مشهد يعكس قسوة الواقع الذي يعيشه سكان غزة بعد أن دُمّر نحو ثلاثة أرباع مبانيها، وغطى الأنقاض كامل مساحتها تقريبًا.