قيادة سيئة: الأثر المدمر على السعادة والاندماج الوظيفي

لطالما ركز علماء القيادة على دراسة القائد الجيد، وكيفية تطوير مهاراته وقدراته. لكن في الآونة الأخيرة، بدأت تبرز دراسات تتناول القيادة السيئة، وآثارها المدمرة على الموظفين والمؤسسات.

تعريف القيادة السيئة

تُعرَّف القيادة السيئة بأنها "أي سلوك قيادي يتسبب في ضرر للموظفين أو المؤسسة أو المجتمع". يمكن أن تأخذ القيادة السيئة العديد من الأشكال، مثل:

القيادة الاستبدادية: وهي القيادة التي يمارس فيها القائد سلطته المطلقة، دون مراعاة آراء أو احتياجات الموظفين.

القيادة الاستغلالية: وهي القيادة التي يستغل فيها القائد الموظفين لتحقيق أهدافه الخاصة، دون الاهتمام بمصالحهم.

القيادة المتلاعبة: وهي القيادة التي يحاول فيها القائد السيطرة على الموظفين من خلال التلاعب بهم أو خداعهم.

القيادة غير الفعالة: وهي القيادة التي تفشل في تحقيق أهدافها أو توقعاتها.

أثر القيادة السيئة على السعادة الوظيفية

تؤثر القيادة السيئة بشكل سلبي على السعادة الوظيفية للموظفين، وذلك من خلال مجموعة من العوامل، منها:

انخفاض الرضا الوظيفي: حيث يشعر الموظفون الذين يعملون تحت قيادة سيئة بعدم الرضا عن عملهم، وعدم التقدير، وعدم التحفيز.

زيادة التوتر والقلق: حيث تؤدي القيادة السيئة إلى خلق بيئة عمل مرهقة وغير آمنة، مما يؤدي إلى زيادة التوتر والقلق لدى الموظفين.

انخفاض الإنتاجية: حيث تؤدي القيادة السيئة إلى انخفاض الإنتاجية والأداء، وذلك بسبب انخفاض الدافع والالتزام لدى الموظفين.

تقول د.باربرا كيلرمين في كتابها "قيادة سيئة": "القيادة السيئة هي مشكلة خطيرة لها عواقب وخيمة على الأفراد والمؤسسات. فهي تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية، وزيادة التوتر، وانخفاض الرضا الوظيفي."

أثر القيادة السيئة على بيئة العمل السعيدة

تلعب القيادة دورًا محوريًا في خلق بيئة عمل سعيدة. فعندما يكون القائد جيدًا، فإنه يخلق بيئة عمل تتسم بالاحترام والتقدير، والدعم والتحفيز. أما عندما يكون القائد سيئًا، فإنه يخلق بيئة عمل مرهقة وغير آمنة، مما يؤدي إلى انخفاض السعادة والرضا لدى الموظفين.

يقول ستيفن كوفي في كتابه "فن القيادة": "القائد الجيد هو الذي يخلق بيئة عمل تزدهر فيها المواهب والقدرات، ويشعر فيها الموظفون بالتقدير والاحترام."

توصيات

§        على المؤسسات توعية الموظفين بمخاطر القيادة السيئة، وكيفية التعامل معها.

§        على المؤسسات وضع سياسات وإجراءات لمنع القيادة السيئة، ومكافأة القائد الجيد.

§        على الموظفين التحلي بالوعي الذاتي، ومعرفة حقوقهم وواجباتهم، والتعامل بشكل حازم مع القيادة السيئة

إن القيادة السيئة هي مشكلة خطيرة لها عواقب وخيمة على الأفراد والمؤسسات. من المهم دراسة هذه الظاهرة وتحليلها، من أجل فهم آثارها المدمرة وكيفية تجنبها.

باسم عدنان العتيبي

استشاري التمكين وريادة الاعمال