كتبت – نرمين عصام الدين:
"تحقيق الذات" مصطلح بسيط مكون من كلمتين وراءه إرادة صلبة ودافع حقيقي لاكتشاف وتطوير مهارات وقدرات الشخص والوصول إلى أقصى ما يمكن تحقيقه.. ذلك ما طمح وسعى إليه الشاب الإماراتي سلطان محمد كراني، 46 عاما، ليقدم درساً عملياً وخطوات مثبتة لأبناء جيله والأجيال الأخرى في إنجاز تحقيق الذات بالممارسة والتخصص في 7 مجالات مختلفة.
جيولوجي
القصة بدأت مع "كراني" بتخرجه في كلية العلوم جامعة الإمارات في عام 2000 تخصص الجيولوجيا؛ ليشغل في المجال لـ7 سنوات في إمارة أبوظبي، ويحصل بعدها على درجة الماجستير في علوم البيئة من جامعة الإمارات عام 2007؛ ليقرر العمل بمجال البيئة والصحة والسلامة في شركة أدنوك البرية منذ عام 2008 وإلى تاريخه.
مستشار نفسي
ويقول "كراني" إن كل شيء يصبح ممكناً في الحياة طالما هناك إصرار وجهد، ذلك الدافع جعله يسير وراء شغفه والبدء في رحلة عملية كبيرة امتدت لأكثر من 24 عاماً، بدأت بخوض مجال التنمية البشرية كمدرب دولي محترف منذ عام 2012 بعد حصوله على رخصة في التدريب الدولي، ليطرح المحاضرات والدورات التدريبية سواء بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة وكذلك الشركات الشخصية.
ويضيف "كراني" لـ"أخبار سعادة" أنه حصل على رخصة دولية لممارسة التدريب بمجال التنمية البشرية من مركز جلوبال لينك للتدريب، إلى جانب رخصة معتمدة من المركز الأمريكي للتدريب الاحترافي في 2013، كما درس دبلومة في مجال الاستشارات النفسية والأسرية من جامعة عجمان في الإمارات عام 2020.
مرشد سياحي
وأوضح "كراني" أنه قرر في الوقت نفسه أن يخوض مجال الإرشاد السياحي للقادمين من خارج دولة الإمارات منذ عام 2013، ويستغل موهبته في إتقان اللغة والتقديم بشكل احترافي فور حصوله على رخصة الإرشاد السياحي لأول مرة من إمارة أبوظبي، ثم بعدها يحصل على رخصة الإرشاد الاتحادي من وزارة الاقتصاد في عام 2022، ويصبح الإماراتي الأول الذي حصل على تلك الرخصة لتؤهله للعمل بمجال الإرشاد السياحي في كل إمارات الدولة، وفي ذلك قدم الدورات التدريبية المعتمدة في الإرشاد السياحي بإمارات أم القيوين والشارقة والفجيرة.
وأشار إلى أنه يقدم خدمته سواء باللغة العربية أوالإنجليزية وأغلبها للموظفين والأسر والشباب، وتكون مدفوعة تبعا للمكان والموسم، والعدد، والمدة الزمنية والمصروفات الأخرى.
رائد أعمال
قرر "كراني" أن يؤسس ويدير مشروعا جديدا من أجل تطوير فرص الابتكار والريادة، وذلك بعد حصوله على رخصة تجارية من دائرة التنمية الاقتصادية في إمارة أبوظبي بدعم اقتصادي لإنشاء مؤسسة "مسك الختام" للاستشارات في مجالات تطوير أسلوب الحياة، ويقدم من خلال مؤسسته الاستشارات النفسية والأسرية سواء للأفراد أو للمجموعات أو الجهات الحكومية ومراكز التدريب.
ويوضح "كراني" أن "مسك الختام" تكملة لمسيرته في مجال التنمية البشرية بشكل تجاري، حيث تقدم المؤسسة بما لا يقل عن ورشة تدريبية شهرياً، كما أن تختص الاستشارات النفسية بحل المشكلات الأسرية ومجالات العصف الذهني، موضحا أن تلك الاستشارات والحلول ما هي إلا تركز على الجانب النفسي فقط بالاعتماد على المستشار النفسي وليس الطبيب النفسي الذي يمكن أن ينصح بالتدخل الدوائي وهذا ليس دور المؤسسة.
وقدم "كراني" من خلال مؤسسته محاضرات تدريبية شملت التوعية بمهارات الإلقاء والعرض، وإدارة التسويق، والإرشاد السياحي، والصحة والسلامة المهنية، والتخطيط الاستراتيجي، والإبداع والابتكار المهني، وإعداد المدربين TOT وإدارة الطوارئ والأزمات، وكذلك مجال الإتيكيت والبروتوكول للموظفين وإدارة العمل التطوعي، ومهارات الإقناع والحوار، ومبادئ التصوير الفوتوغرافي والمونتاج، وهناك مجالات فرعية تتمثل في إدارة الوقت وإدارة المشروعات الناشئة، والإدارة المالية الأسرية.
وأكد أن جميع استشارات المؤسسة مدفوعة بناء على وقت الاستشارة والمتابعة.
وأشار "كراني" إلى بعض الجهات الحكومية والخاصة التي جرى التعاون معها مثل دائرة الموارد البشرية في الشارقة ووزارة الخارجية في أبوظبي وهيئة الفجيرة للسياحة والآثار وزارة شؤون الرئاسة في أبوظبي وجمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية في رأس الخيمة وإدارة مراكز التنمية الأسرية في الشارقة والقيادة العامة لشرطة دبي ومعهد تدريب المعلمين في عجمان ومطار العين الدولي واتحاد كتاب وأدباء الإمارات في فرع دبي وبعض الجهات التعليمية والأكاديمية من كليات التقنية العليا في أبوظبي ومدرسة السلام في أبوظبي ومركز الإحصاء في أبوظبي وبعض الجمعيات التطوعية مثل جمعية مواليف التطوعية الإماراتية لافتا إلى أنه يشغل محاضرا معتمدا لدى الهلال الأحمر الإماراتي في أبوظبي.
ولفت الشاب الإماراتي إلى أنه يستهدف بمحاضرات وكذلك بمجال الاستشارات طلاب الجامعة والكبار، لافتا إلى ترحيبه بالتعاون مع المدربين الذي يقومون بأنشطة تخدم أهداف المؤسسة.
التقديم التلفزيوني والكتابة والتصوير
وأشار "كراني" إلى أنه حصل أيضا على دبلومة في التقديم التلفزيوني من أكاديمية أوكريدج في دبي بالتعاون مع تلفزيون الفجيرة في 2019 وعمل اللقاءات التلفزيونية، مشيرا إلى أنه يمارس تلك الهواية وعقد الكثير من المقابلات التلفزيونية على قنوات الشارقة وأبوظبي والظفرة وقناة الإمارات إلى جانب تسجيل 12 حلقة بودكاست عن عام زايد تحت رعاية وزارة تنمية المجتمع، إضافة إلى ممارسته كتابة المقالات والتصوير وتعديل مقاطع الفيديو.
إدارة الوقت
وكشف "كراني" عن السر وراء النجاح في التخصص بـ7 مجالات مختلفة، موضحا أن إدارة الوقت تأتي على رأس القائمة في تحقيق الإنجاز ثم بعدها الشغف الذي جعله يتحدى الصعاب، قائلا: من لا يملك الشغف في تطوير ذاته، لا يستطيع أن يحقق تقدما في أي مجال".
ولفت إلى أنه تعمق كثيرا في جميع المجالات التي خاضها، كما أن تحقيق الإنجازات يحتاج إلى صبر طويل، والمبادرة والهمة العالية لخوض التجارب، مؤكدا أن "البحث عن ذاته" جعله يجد نفسه كثيرا في تجارب وخبرات مختلفة: استطيع التعبير عن ذاتي في مجال التصوير الفوتوغرافي.. كما أحب التعبير عن حبي لوطني في مجال الإرشاد السياحي، وأفضل شعور هو تقديم المساعدة والعون للآخرين بمجال الاستشارات النفسية".
ويعبر "كراني" عن إيمانه التام بأن الشخص لا بد وأن يمتلك خبرات متنوعة، وثقافة عامة بمجالات مختلفة، لافتا إلى مشاركة هواياته وخطواته المهنية وإنجازاته مع أسرته وعائلته الداعمين له في المقام الأول.
الشهادة الأكاديمية
وأكد "كراني" أن الشهادة الأكاديمية خلال الفترة المقبلة لن تكون كافية أمام التقدم التكنولوجي الهائل، كما أن الحياة العملية تحتاج إلى كثير من المهارات بقدر ما تحتاج إلى الشهادات الأكاديمية، موضحا أن المهارات تكتسب من خلال الهوايات أو الأنشطة التفاعلية، والتطوع مع الجهات الرسمية في الدولة.
وقال "كراني": المهارات ستغلب يوما ما على الدراسة الأكاديمية، حيث إن العلوم أصبحت متوفرة الآن عبر وسائل الإنترنت المختلفة، في حين أن المهارات وحدها ستحدد الأفضلية بين شخص وآخر".
تأملات في السعادة والإيجابية
وعبر الشاب الإماراتي عن امتنانه الشديد لكتاب "تأملات في السعادة والإيجابية "للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي؛ والذي يتطرق سموه من خلاله إلى طرح رؤية إدارية وتنموية قائمة على التفاؤل والإيجابية.
وأكد "كراني" إعجابه بطرح الشيخ محمد بن راشد ورؤيته في إدارة الأزمات والموارد والكثير من التحديات التي واجهت سموه لوصول دبي إلى تلك المكانة الرائدة، إلى جانب تسليط الضوء على التحديات الإيجابية دون التشاؤميّة، وكيفية الاستفادة منها.
