1 مايو 2024
الحلقة الـ18 من "أسماء سور القرآن".. "غافر" سورة سرها  في "الرحمة"

قدمت الدكتورة ميادة عكاوي، المتخصصة في التفسير وعلوم القرآن، اليوم، حلقتها الـ18 الرمضانية عبر منصة أخبار سعادة، بعنوان "أسماء سور القرآن" لمعرفة أسماء سور القرآن الكريم ومناسبتها وأسرارها، في شهر رمضان المبارك.

وتناولت "عكاوي" سورة غافر هي السورة الأربعون في ترتيب المصحف، اسمها غافر وفيها بشارة "غافر"، وهي مفتاح الحواميم السبع- أول السور التي بدايتها حم- وديباج القرآن، وسرها -والله أعلم- في "الرحمة".

وأوضحت بقول البقاعي مقصودها: "تصنيف الناس في الآخرة إلى صنفين وتوفية كل ما يستحقه على سبيل العدل".

ودعت "عكاوي": تأملوا معي دفء سورة غافر التي تفيض رحمة، وتدعو العاصين إلى التوبة وعدم اليأس من رحمة الله لأنه غافر الذنب، جاءت بصيغة بليغة تصف عظمة مغفرته سبحانه؛ لأن اسم الفاعل "غافر" فيه دلالتين: غافر ذنوب التائبين، وساتر ذنوب العاصين، شديد العقاب لمن لا يتوب؛ فدعاه لقبول توبته حين يعود، فيا لها من براعة استهلال بقوله عز وجل:﴿حم﴾﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾﴿غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾[غافر:1-3].

واسترشدت "عكاوي" بقول الرازي: "هذه الآية مشعرة بترجيح جانب الرحمة والفضل؛ لأنه تعالى لما أراد أن يصف نفسه بأنه شديد العقاب ذكر قبله أمرين كل واحد منهما يقتضي زوال العقاب، وهو كونه غافر الذنب وقابل التوب، وذكر بعده ما يدل على حصول الرحمة العظيمة، وهو قوله{ذي الطول}"- أي شديد الإنعام-، ويقول الزمخشري:" الواو في قوله{وقابل التوب} فيها نكتة جليلة، وهي إفادة الجمع للمذنب التائب بين رحمتين: بين أن يقبل توبته فيكتبها له طاعة من الطاعات، وأن يجعلها محاءة للذنوب، كأن لم يذنب".

وواصلت: من هذه التفاسير يستوجب علينا أن نقف إجلالاً لعظمة الله وغفرانه، لما أفاض علينا من رحمته، فهو يغفر ما سبق من الذنوب، ووعد بقبول التوبة لما سيكون، ويستر الذنب على من لم يتوب، وجعل الملائكة لنا يستغفرون بقوله:﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾[غافر:7]، فاللهم يا غافر الذنب اغفر لنا ذنوبنا، و يا قابل التوب اقبل توبتنا، و يا شديد العقاب اعف عنا و يا ذي الطول طلّ علينا بخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2024
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE