7 ديسمبر 2025
يوم الشهيد.. رسالة وطنية لترسيخ قيم الوفاء والتضحية وتعزيز روح التضامن المجتمعي

تُخصّص دولة الإمارات يوم 30 نوفمبر من كل عام لإحياء "يوم الشهيد"، وهي مناسبة تحمل طابعًا وطنيًا وإنسانيًا يتم خلالها استحضار الدور الذي قام به أبناء الإمارات الذين فقدوا حياتهم أثناء أداء واجباتهم، ويعبّر هذا اليوم عن رؤية مجتمعية راسخة تُعلي من قيمة التضحية في سبيل الوطن، وتضع تضحيات الشهداء في موقع محوري ضمن الذاكرة الوطنية.

ويرتبط هذا الحدث منذ اعتماده عام 2015 بقرار المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، بهدف ترسيخ حضور الشهداء في وجدان المجتمع وتأكيد الدور الذي أدّوه في حماية الدولة ودعم استقرارها داخل حدودها وفي ميادين العمل الخارجي المتنوعة، وتحمل المناسبة دلالات تتجاوز الطابع الرمزي، حيث تعدّ فرصة لإبراز منظومة القيم التي قامت عليها الدولة منذ تأسيسها.

قيمة وطنية ومعنوية
يمثل يوم الشهيد محطة لإعادة قراءة التجربة الإماراتية في بناء قوة متماسكة قائمة على الولاء والانتماء، ويُعد مناسبة تجتمع خلالها القيادة والمجتمع على تقدير من ضحّوا في سبيل الوطن، ويعكس هذا اليوم عمق العلاقة بين المواطن ووطنه، وكيف أصبحت التضحيات جزءًا من الثقافة الوطنية التي تُدرّس للأجيال وتُنقل عبر الفعاليات المرافقة للمناسبة.

الطقوس والمراسم
تتضمن المناسبة طقوسًا تحمل أبعادًا معنوية، أبرزها تنكيس العلم وتخصيص لحظة صمت للدعاء للشهداء، ثم إعادة رفع العلم فيما يشبه تجديداً للعهد على مواصلة المسيرة، وتعبّر هذه الطقوس عن احترام الدولة لتضحيات أبنائها، وعن المكانة التي يشغلها الشهداء في الذاكرة الجمعية.

فعاليات تعليمية ومجتمعية
تُستثمر هذه المناسبة في تعزيز الوعي لدى النشء، من خلال فعاليات تعليمية ومجتمعية تهدف إلى توضيح سياق تضحيات الشهداء وربطها بمسيرة تطور الدولة، ويكتسب هذا الجانب أهمية خاصة في تأكيد استمرارية القيم الوطنية وترسيخ مفهوم المشاركة في حماية المكتسبات الوطنية.

رعاية أسر الشهداء
ويمثل مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء في ديوان الرئاسة جزءًا أساسيًا من المنظومة الداعمة لهذه الفئة، إذ يعمل عبر برامج متخصصة على متابعة احتياجات أسر الشهداء وتوفير الدعم الاجتماعي والخدماتي لهم، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات نوعية تُنفذ بالتعاون مع مؤسسات الدولة، ويُعد هذا المكتب تجسيداً عملياً لنهج القيادة في ضمان رعاية هذه الأسر وإشراكها في مسيرة التنمية.

إطار مجتمعي واسع
بهذا المعنى، يتجاوز يوم الشهيد كونه مناسبة سنوية ليصبح إطارًا فكريًا واجتماعيًا يوضح علاقة الدولة بتضحيات أبنائها، ويجدد الارتباط بالقيم التي قامت عليها دولة الإمارات: الولاء، العطاء، وحفظ الإرث الوطني، ويُنظر إلى هذا اليوم بوصفه محطة لتعميق الوعي العام وتعزيز ارتباط الجيل الجديد بتاريخ وطنه ومسؤولياته المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2025
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE