27 أبريل 2024
الحلقة الـ15 من "أسماء سور القرآن".. "النمل" سورة افتتحت بالتفخيم لآيات الكتاب المبين

قدمت الدكتورة ميادة عكاوي، المتخصصة في التفسير وعلوم القرآن، اليوم، حلقتها الـ15 الرمضانية عبر منصة أخبار سعادة، بعنوان "أسماء سور القرآن" لمعرفة أسماء سور القرآن الكريم ومناسبتها وأسرارها، في شهر رمضان المبارك.

وتناولت "عكاوي" سورة النمل هي السورة السابعة والعشرون في ترتيب المصحف، افتتحت بالتفخيم لآيات الكتاب المبين، وختمت بالتحذير، فيها قصة النمل مع سيدنا سليمان وسميت باسمه، وسرها -والله أعلم- في"يُخرج الخبء".

وأوضحت بقول البقاعي: فالمقصود الأعظم من هذه السورة" إظهار العلم والحكمة"، تشوقت كثيراً لمعرفة سر تسمية السورة بالنمل، مع أنها ذكرت قصص عدد من الأنبياء:  موسى، داود، لوط عليهم السلام، وسيدنا سليمان عليه السلام وذكرت قصته مع الهدهد وملكة بلقيس والنملة، فلماذا نال النمل شرف تسمية السورة؟!.

وتابعت "عكاوي": إذا تأملنا مقصود السورة وهو إظهار العلم والحكمة تبين لنا لطيفة دقيقة في ذكر النمل؛ لأن النملة من أدق المخلوقات حجماً ولطافة في الحركة ولديها حساً عجيباً بحيث تختفي في مخابئها عند الخطر لإحساسها الدقيق، يقول الماوردي: "سميت النملة نملة لتنملها وهو كثرة حركتها وقلة قرارها، وقيل إن النمل أكثر جنسه حساً "، فتأملوا معي قصة النملة مع سيدنا سليمان في قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾النمل:18]، فيها مناسبة بليغة لمقصود السورة "العلم والحكمة".

وواصلت: وتدل على آيات الله وسره  في الكون ومخلوقاته، فها هي النملة بصغر حجمها وبدقة إحساسها تشعر بقدوم الجيش قبل وصوله، وها هو سيدنا سليمان عليه السلام يفهم قول النملة فيخشع لعجيب خلق الله ويطلب من الله أن يُلهمه حمده وشكره على نعمة العلم والملك بأسلوب بليغ في قوله تعالى: ﴿فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾[النمل:19]، ليعلمنا شكر الله على نعمة العلم والفهم، ولنعمل صالحاً ابتغاء مرضاته، والحكمة من القصة أن نعلم علم اليقين أن الله لا يخفى عليه شيء، حتى أنه عَلِم ما خفي من قول النملة، وعَلِم أين مخابئ هذه المخلوقة المتناهية في الصغر، وهو أمر يستحق التعظيم والسجود ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾ يشير سبحانه وتعالى إلى علمه بكل ما يخفى من عملكم أيها الناس، ويعلم ما تخفون وما تعلنون، وهو الذي يُخرج الخبء في السموات والأرض، فالحذر الحذر من الغفلة والتجاوز، وألمح في الآية لطيفة دقيقة: هي أن الخبء يكون أيضاً في الأعمال الصالحة الخفية التي لا يطلع عليها إلا الله؛ فتكون خبيئة عنده سبحانه نجد بركتها في الدنيا والآخرة، ترفع درجاتنا وتقضي حاجاتنا، فما أبلغها من نملة وما أبلغها من سورة، اللهم يا من تخرج الخبء في السموات والأرض أخرج لنا الخبء الجميل في الدنيا والأخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2024
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE