1 مايو 2024
الحلقة الـ28 من "أسماء سور القرآن".. "الإخلاص" سورة تعدل ثلث القرآن

قدمت الدكتورة ميادة عكاوي، المتخصصة في التفسير وعلوم القرآن، اليوم، حلقتها الـ28 الرمضانية عبر منصة أخبار سعادة، بعنوان "أسماء سور القرآن" لمعرفة أسماء سور القرآن الكريم ومناسبتها وأسرارها، في شهر رمضان المبارك.

وتناولت "عكاوي" سورة الإخلاص وهي السورة المائة واثنا عشر في ترتيب المصحف، سورة فاخرة تفيض تقديساً تعدل ثلث القرآن فيها نسب الله الأحد، مفتاحها أحد، وختامها أحد، اسمها الإخلاص وتوجب الجنة، وسرها –والله أعلم- في الخلاص.

واسترشدت بقول البقاعي: "مقصودها بيان حقيقة الذات الأقدس ببيان اختصاصه بالاتصاف بأقصى الكمال للدلالة على صحيح الاعتقاد للإخلاص والتوحيد"، وجاء في كتب التفسير أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن ربه وما هي صفاته فنزلت السورة.

وقالت "عكاوي" إنها تشوقت لمعرفة سر هذه السورة الفخمة التي تعدل ثلث القرآن، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلاً يقرأ قل هو الله أحد الله الصمد فقال: وجبت له الجنة، وفي حديث آخرقال: "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن"، ذكر الطنطاوي  قول لبعض العلماء: أن القرآن أنزل على ثلاثة أقسام: ثلث منها الأحكام، وثلث منها وعد ووعيد، وثلث منها الأسماء والصفات، وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات.

وعن السر الجليل في هذه السورة، أضافت "عكاوي": تأملت دلالتها اللغوية التي تثبت كمال الله وتفرده بالعبادة، فالأحد وصف للتفرد، كامل نزيه لا يوصف به أحد إلا الله، فلا يقال رجل أحد أو بيت أحد بل رجل واحد، والصمد هو السيد المقصود في الحوائج، يقول الزمخشري والمعنى: "هو الله الذي تعرفونه وتقرّون بأنه خالق السموات والأرض وخالقكم، وهو واحد متوحد بالإلهية لا يشارك فيها، وهو الذي يصمد إليه كل مخلوق، ولا يستغنون عنه، وهو الغني عنهم".

وتابعت: مما تقدم استنبطت سرها الذي يكمن في الخلاص الأبدي، فالإخلاص في العبادة والاعتقاد بإثبات صفات الجلال لله وإفراده بالأحدية والصمدية والجزم بأنه لا كفو له يوجب الجنة والخلاص من النار، وفيه خلاص الروح والعزة في الدنيا فمن اعتقد بأن الله أحد صمد لا كفو له قصده في كل شيء، ودعاه فكشف عنه كل شيء لأن بيده كل شيء وغيره سبب لا يملكون ضراً ولا نفعاً إلا أن يشاء الله، وهي حقيقة الحرية والخلاص من الذل والحاجة لغيره، فالإخلاص دعاء و تقديس الله عز وجل وتوحيده واليقين بكمال قدرته وتفرده بقضاء الحاجات وهو مخ العبادة وسبيل الخلاص من كربات الدنيا والآخرة.

واختتمت: اللهم بسر سورة الإخلاص نسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن ترزقنا الإخلاص والخلاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2024
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE