قدمت الدكتورة ميادة عكاوي، المتخصصة في التفسير وعلوم القرآن، اليوم، حلقتها الـ27 الرمضانية عبر منصة أخبار سعادة، بعنوان "أسماء سور القرآن" لمعرفة أسماء سور القرآن الكريم ومناسبتها وأسرارها، في شهر رمضان المبارك.
وتناولت "عكاوي" سورة الكوثر وهي السورة المئة والثمانية في ترتيب المصحف، سورة تستوجب الشكر العظيم اسمها الكوثر، وفيها نهر الكوثر لا نهاية لفيضه، مفتاحها امتداد للنبي صلى الله عليه وسلم، وختامها بترٌ لمبغضيه، وسرها –والله أعلم- في التمكين.
واسترشدت "عكاوي" بقول البقاعي: "ومقصودها: المنحة للمنزل عليه - صلى الله عليه وسلم - بكل خير يمكن أن يكون"، حيث جاء في التفسير أن السفهاء من قريش كانوا يقولون عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم "الأبتر" لموت أبنائه الذكور فإنه سيموت بلا عقب وينقطع ذكره وينتهي أمره، فأنزل الله سورة الكوثر بصيغة بليغة "فوعل" التي تفيد الخير الكثير تبشر بالعطاء المدود للنبي صلى الله عليه في الدنيا والآخرة، والبتر والانقطاع لمبغضيه.
وتقول "عكاوي" إنها تشوقت لمعرفة السر في سورة الكوثر التي تفيض بالهبة والعطاء الفاخر، فالكوثر فُسّر أنه نهر للنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وهو الحوض الذي ترد عليه أمته يوم القيامة من شرب منه لا يظمأ أبداً -اللهم اجعلنا منهم- وهو من جملة نعم الله العظيمة والخير الكثير عليه فجعله سيد ولد آدم ورفع ذكره وأعطاه المقام المحمود والشفاعة ورسالته الخاتمة، فنال العزة والتمكين والشرف والقدر الرفيع.
وتضيف أن السورة القرآنية فيها بشرى دقيقة توحي بأن الكوثر هبة من الله وعطاء لا محدود لكل من استعان بالله وتعرض لظلم وأراد مبغضه بتره وانقطاع نجاحه، فالوعد الحق يأت في هذه السورة – والله أعلم- فليطمئن فإن له التمكين و شانئه هو الأبتر.