التّعليمُ مُحرّكٌ أساسيٌّ في تَطوّر الحضاراتِ، والعمودُ الفقريّ للمُجتمعاتِ المتقدّمة، حينَ يهدفُ لِصناعة إنسانٍ واعٍ قادرٍ على التّفكيرِ والـمُشاركةِ في دَفعِ عجلةِ التّغيير والتّقدّم؛ لهذا يَظلُّ إعدادُ جيلٍ مُتعلّمٍ في صدارة أولويّات دولة الإماراتِ منذ قيام الاتّحاد إلى وقتِنا الحاليّ، إيمانًا أنّ الإنسانَ نواةُ التّنميةِ، كما قال الشيخ زايد رحمَه الله: "إنّ بناء الإنسانِ في الـمَرحلة الـمُقبلة ضرورةٌ وطنيّة وقوميّةٌ".
في اليوم العالميّ لمحو الأميّة، نَستحضرُ جهود الدّولةِ، والّتي بدأت منذ قيام الاتّحادِ في إرساءِ خُطّةٍ لِتَطوير التعليمِ، وبناء الإنسانِ، وَعليه حَظِيَ التّعليمُ باهتمامٍ كبيرٍ في مرحلة التّأسيسِ، ونتيجةً للجُهودِ الـمُخلصةِ نَجحَت الدّولة في خفضِ نسبة الأميّة بين مُواطنيها، كما سَعت لتَطوير البنية التحتيّةِ وتأهيل الـمدارسِ والجامعاتِ، لضمان حُصول الأجيالِ الـمُتتالية على حقّها في التعليمِ ومُواكبة العصرِ، ولعلّ نجاح الدّولة في تجاوُز أزمة جائحة كورونا بتَفعيل خطّة طوارئ واستمرار التعلّم عن بُعدٍ - خيرُ دليلٍ عَلى الأهميّة القصوى للتّعليم في الدولةِ.
ولم تقتصِر جُهود الدولة على النّطاق المحليّ، بل امتدّت خارج حُدودها، بِبناء المدارس في العديد من المناطق حول العالم، وَدعم عمليّة التعليم والـمُساهمة بالقضاء على الأميةِ بمبادراتٍ عديدةٍ، أبرزُها: "تحدّي مَحو الأميّة في العالم العربيّ-2030"، التي تهدفُ لتوفير مقوّمات التعليم لِـ 30 مليون شابّ وطفل عربيّ حتّى عام 2030، وذلك بالتّعاون بين مؤسّسة محمّد بن راشد آل مكتوم للمعرفةِ، ومنظّمة اليونسكو، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيّ.
ومع تطوّرِ مفهوم الأميّةِ الذي بات يحملُ في طيّاتهِ الإشارةَ إلى الإلمامِ بأساسياتِ التكنولوجيا ومهارات العصر الحديثِ، واصلت الإماراتُ استشرافَ المستقبلِ، وسعت إلى تمكينِ الأفرادِ من المهاراتِ الرقميّة والذكاء الاصطناعي، مُجنّبةً المجتمعَ أميّةً جديدةً يفرضُها التطوّرُ على مَن يتخلّفُ عن مواكبته!
وأخيرًا، تشهدُ المكانةُ التي وصلت إليها الإماراتُ على قيادةٍ حكيمةٍ ورؤيةٍ بعيدةِ المدى، وتعكسُ الأسماءُ الإماراتيّةُ اللامعةُ في مجالاتٍ مختلفةٍ حسنَ التّخطيطِ ووضوحَ النهجِ الذي تسيرُ عليه الدولةُ في رفدِ العالمِ بالخبرات، لتتحوّل من دولةٍ فَتِيَّةٍ تكافحُ الأميّة، إلى نموذجٍ عالميٍّ يحقّقُ أعلى معاييرِ التنافسيّة، ويقودُ المعرفةَ نحو آفاقٍ عالميّةٍ مشرقَةٍ.