لم يكن الخليج يومًا مجرد جغرافيا متجاورة، بل كان ضميرًا واحدًا ومصيرًا مشتركًا، التحديات التي تعترض طريقه ليست سوى محطات تكشف معدن القوة، وتؤكد أن الوحدة الخليجية ليست خيارًا، بل قدرًا لا ينكسر.
التحديات.. دروس في الصلابة
ما يواجه الخليج من تحديات ليس خطرًا بحد ذاته، بل امتحان جديد على صلابة الضمير الخليجي، فما يمسّ طرفًا منه تهتز له الأطراف جميعًا، وما يُقصد به التفريق يتحوّل إلى قوة إضافية.
الضمير الخليجي هو السلاح الأعظم، يحّول العوائق إلى فرص، ويثبت أن هذه المنطقة خُلقت لتبقى موحّدة وقوية.
القوة الخليجية.. عقل وإرادة
القوة الحقيقية ليست في السيوف المرفوعة فقط، بل في العقل الواحد والإرادة التي لا تنكسر، فالتنمية لا تُصان إلا بالقوة، والقوة لا تدوم إلا إذا كانت جماعية، وعندما يقف الخليج صفًا واحدًا، يصبح أكبر من مساحاته، وأعمق من ثرواته، وأقوى من الظروف التي تختبره.
مجلس التعاون.. أعمدة البيت الخليجي
منذ تأسيس مجلس التعاون، ارتكز المشروع الخليجي على أعمدة أساسية صنعت وحدته.
الأمن والدفاع: الدرع الواقي الذي يحفظ الاستقرار.
الاقتصاد: القلب النابض الذي جعل الخليج قوة عالمية في الطاقة والاستثمار.
الثقافة والهوية: الذاكرة الحية التي تصون التراث وتبني شخصية خليجية جامعة.
التعليم والبحث العلمي: الاستثمار الأهم في الإنسان كقوة معرفية للمستقبل.
الإعلام: الصوت الموحد الذي يعكس إنجازات الاقتصاد ويحمي الهوية.
ميثاق لا ينكسر
الخليج ليس جزرًا منفصلة، بل سفينة واحدة تسير نحو أفق مشترك، والمصير الموحّد ليس تفاهمًا عابرًا، بل وعد أبدي لا ينكسر، فكل تحدٍ لا يفرّق دوله، بل يضاعف قوتها، ويؤكد للعالم أن الخليج تاريخ واحد، وصوت واحد، ومصير واحد.
الخليج لا يُمس
الخليج لا يُمس لأنه ليس مجرد حدود على الخريطة، بل هو إرادة أمة وضمير مشترك، لا تهزه العواصف، ولا تنال منه التحديات، فكل محاولة لزعزعته تتحول إلى يقظة جديدة، وكل خطر يواجهه يزيده قوة وتماسكًا، إنه بيت واحد، ودرع واحد، وصوت واحد.
ولهذا يبقى الخليج عصيًّا على التفكك، محفوظًا بإرادة أبنائه، ومحصنًا بوحدته، عازمًا علي تغيير سيادة التاريخ الدولي، لأنه بوصلة يحركها الإنسان.. مقامها الإنسانية.