إطلاق مجلس الوزراء الوطني لرؤية "نهضة مختلفة" يعكس نهجًا متكاملًا يقوم على ثلاثة محاور رئيسية: التعليم والابتكار، الصحة الشاملة، والاقتصاد المستدام، هذه الرؤية تتجاوز مجرد الخطط الرسمية لتصبح خارطة طريق حية نحو مجتمع مزدهر يضع الإنسان في قلب التطوير.
التعليم هنا لا يقتصر على رؤية ناطقة توازن بين التقليدية والحداثة، بل تحول إلى منصة لإطلاق الطاقات، واكتشاف مراكز الإبداع لدى كل فرد، مع رفع مستوى المختبرات الرقمية إلى منصات التعلم عن بعد، ومن برامج الذكاء الاصطناعي إلى حاضنات المشاريع الناشئة، يُصبح كل طالب وكل مواطن "بذرة انطلاق"، قادرة على تحويل المعرفة إلى ابتكار ملموس يخدم المجتمع ويقود التغيير.
أما الصحة، فهي في هذه الرؤية ليست مجرد خدمة أساسية، بل محرك للنمو الاجتماعي والاقتصادي، فالوقاية والعلاج يسيران جنبًا إلى جنب، مع استعداد مبكر لمواجهة الأزمات، واحتضان للطب التكميلي والبديل ضمن منظومة آمنة ومنظمة، ولا تُغفل الرؤية الصحة النفسية، إدراكًا أن المجتمع السعيد هو مجتمع منتج، وأن الإيجابية جزء أساسي من التنمية المستدامة.
وفي الجانب الاقتصادي، تسعى الرؤية إلى بناء اقتصاد مرن ومتعدد المسارات، يتجاوز الاعتماد على مصدر دخل واحد، الاقتصاد الرقمي، الاقتصاد الأخضر، والسياحة المستدامة كلها أمثلة على طرق جديدة لتعزيز النمو، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع الابتكار والاستثمار في التكنولوجيا، يجعل من كل مشروع فرصة حقيقية للنهضة، لتنتقل من فكرة إلى إنجاز ملموس يعزز مكانة الدولة ويقوي مجتمعها.
تؤكد هذه الرؤية على أن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان، وأن كل جيل شريك في صناعة المستقبل وحماية إرث الوطن.
وفي هذا السياق، نبارك للشيخة سلامة بنت طحنون بن محمد آل نهيان ثقة القيادة بتوليها رئاسة منظومة الطب البديل، مؤكدين أن الأصالة والحداثة يمكن أن تتكاملاً في خدمة صحة الإنسان ورفاهيته.
حفظ الله الإمارات وقيادتها الحكيمة، وسدد خطاها نحو نهضة مستدامة تبني حاضرًا متينًا ومستقبلاً واعدًا.