بعد أكثر من ثمانية عقود على خروجها للنور، استعادت أقدم سيارة من طراز "فولكس فاجن بيتل" مكانها على الطريق من جديد، بعد خضوعها لعملية ترميم دقيقة أعادت إليها الحياة رغم فقدان معظم أجزائها الأصلية.
السيارة، التي نجت من الحرب العالمية الثانية، تُعد أقدم نسخة باقية من هذا الطراز الذي أصبح رمزاً في تاريخ صناعة السيارات.
تعود ملكية السيارة إلى تراوجوت جروندمان، أحد أبرز هواة جمع السيارات الكلاسيكية في ألمانيا، والذي يحتفظ بها في منزله ببلدة هيسيش أولدندورف في ولاية ساكسونيا السفلى، حيث تُعرض ضمن مجموعة تضم طرزاً أخرى من فولكس فاجن تعود إلى خمسينات القرن الماضي.
ورغم عمرها الطويل، لا تزال السيارة تعمل بمحركها الخلفي المبرد بالهواء بقوة 23 حصاناً، ويقودها مالكها بانتظام، وقد أكدت هيئة الفحص الفني الألمانية صلاحيتها للسير حتى سرعة 100 كيلومتر في الساعة.
تاريخ هذه السيارة يعود إلى عام 1937، حين طُورت تحت اسم "فولكس فاجن دبليو 30"، ضمن مشروع لتصميم "سيارة الشعب" بأسعار في متناول الألمان، وهو المشروع الذي حظي بدعم مباشر من القيادة الألمانية آنذاك. وبعد ثلاثة نماذج تجريبية، ظهرت النواة الأولى لما أصبح لاحقًا طراز "بيتل" الشهير.
ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، دُمرت معظم النماذج الأصلية، إلا أن السيارة رقم 26 التي يملكها جروندمان أثبتت هيئة الفحص الألمانية أصالتها، مؤكدة أنها الأقدم من نوعها على قيد الحياة بعد إعادة بنائها بدقة اعتماداً على الأجزاء المتبقية.
اليوم، تقف السيارة في غرفة مخصصة للعرض، شاهدة على تاريخ طويل من التطور الصناعي والنجاة من ويلات الحروب، لتبقى واحدة من أندر وأهم السيارات الكلاسيكية في العالم.