تواصل دولة الإمارات ترسيخ موقعها كلاعب رئيسي في تجارة الشاي العالمية، إذ أظهرت تقديرات مركز دبي للسلع المتعددة أن الدولة تستحوذ عبر دبي على أكثر من نصف عمليات إعادة تصدير الشاي في العالم، مستفيدة من بنيتها التحتية الحديثة وقدراتها المتقدمة في مجالات الخدمات اللوجستية وإضافة القيمة.
وأشار المركز في تقرير حديث إلى أن حجم سوق الشاي العالمي مرشح للوصول إلى نحو 300 مليار دولار بحلول نهاية عام 2025، مدفوعاً بزيادة الطلب على الأنواع الفاخرة والصحية والعضوية، إلى جانب تطور سلاسل التوريد والتمويل، وظهور أسواق استهلاكية جديدة تدعم نمو القطاع.
وجاءت هذه التقديرات خلال ختام الدورة التاسعة من منتدى دبي العالمي للشاي، حيث أُطلق أول تقرير متخصص ضمن سلسلة "مستقبل التجارة"، متضمناً تحليلاً لأداء الصناعة العالمية واتجاهاتها المستقبلية.
وأوضح التقرير أن صناعة الشاي تنتج ما قيمته 18 مليار دولار سنوياً، فيما تبلغ قيمة التجارة العالمية للمنتج نحو 9.8 مليارات دولار، وتوفر مصادر رزق لملايين المزارعين حول العالم.
وفي هذا السياق، أكد أحمد بن سليّم، الرئيس التنفيذي الأول لمركز دبي للسلع المتعددة، أن الشاي أصبح جزءاً محورياً في مشهد التجارة العالمية، مشيراً إلى أن الإمارات أسهمت عبر مركز دبي للشاي – الذي تأسس قبل نحو عقدين – في تحويل دبي من محطة عبور تجارية إلى مركز عالمي لصناعة القيمة المضافة.
وأوضح أن المرحلة المقبلة ستركز على بناء منظومة تجارة شاي مستدامة وذكية مناخياً، تعتمد على الحلول الرقمية والتقنيات الحديثة لتعزيز الكفاءة وفرص الاستثمار.
من جانبه، أوضح عبد العزيز النعيمي، وكيل وزارة الاقتصاد المساعد، أن مكانة دبي كمحور عالمي لإعادة تصدير الشاي تعكس نجاح الإمارات في تطوير منظومة تجارية متكاملة قائمة على الابتكار والانفتاح والموثوقية.
وأضاف أن الشاي، الذي كان في الماضي عنصراً أساسياً في حركة التجارة التاريخية، ما زال يؤدي دوراً مهماً اليوم ضمن سلاسل توريد متقدمة توظف التكنولوجيا الحديثة.
وأكد النعيمي أن الإمارات تمكنت من تحويل تجارة الشاي من نشاط تقليدي إلى قطاع يسهم في دعم النمو الاقتصادي المستدام، ويعزز مكانة الدولة كمركز عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية عالية القيمة.