تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة ترسيخ مكانتها كقوة فاعلة في ميادين العمل الإنساني والصحي العالمي، إذ أعلنت مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني عن استضافتها فعالية دولية كبرى لجمع التبرعات دعماً للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال (GPEI)، وهي شراكة دولية تضم حكومات ومنظمات تسعى بشكل موحّد إلى القضاء التام على هذا المرض على مستوى العالم.
وستُقام الفعالية في أبوظبي يوم 8 ديسمبر 2025، بمشاركة واسعة من الدول والجهات المانحة وشركاء الصحة العالميين، بهدف حشد موارد واستثمارات جديدة تُسهم في دعم المرحلة الحاسمة من الجهود الدولية لاستئصال شلل الأطفال بشكل نهائي.
وتُعد هذه الفعالية الثالثة من نوعها التي تستضيفها العاصمة الإماراتية، بعد نسختي 2013 و2019، اللتين أسهمتا في جمع أكثر من 6.6 مليار دولار لدعم المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال وتعزيز برامج التحصين والتوعية في المناطق الأكثر احتياجاً.
جاء الإعلان عن الفعالية على لسان السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، خلال احتفالية أقيمت بمناسبة اليوم العالمي لشلل الأطفال، استضافتها منظمة اليونيسف والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.
وحملت الفعالية عنوان "من اللقاح إلى النصر: سبعون عاماً من التقدم ضد شلل الأطفال، هدف واحد قابل للتحقق"، وشارك فيها نخبة من قيادات البرامج الصحية وممثلي الدول المانحة والأكاديميين والمناصرين لهذه القضية الإنسانية، وذلك في موقع رمزي قرب أطلال مستشفى الجدري القديم في نيويورك، في إشارة مؤثرة إلى قدرة التعاون الدولي على إنهاء الأمراض الوبائية.
الالتزام بالاستدامة الصحية
وفي كلمته خلال الفعالية، أكد السفير محمد أبوشهاب أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تواصل التزامها بضمان حصول جميع شعوب العالم على فرص متكافئة لحياة صحية ومنتجة.
وقال: "تعكس الفعالية المقبلة لجمع التبرعات إيماننا العميق بقدرة التعاون الدولي على تحقيق هدفٍ طال انتظاره، وهو القضاء التام على شلل الأطفال، والمساهمة في بناء عالم أكثر صحة واستعدادًا للمستقبل".
من جانبها، أوضحت الدكتورة شما خليفة المزروعي، المدير العام بالإنابة لمؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني، أن عقود الشراكة العالمية في مجال مكافحة شلل الأطفال جعلت تحقيق الهدف أقرب من أي وقت مضى، مؤكدة أن: "استدامة التمويل، وتعزيز التعاون الدولي، والالتزام بالقيادة السياسية، هي الركائز الأساسية التي تضمن لنا مستقبلاً خالياً من شلل الأطفال، وحمايةً دائمة لجميع الأطفال حول العالم من هذا المرض القابل للوقاية".