لم تكن حياة إبراهيم كعتر سهلة، فقد اضطر منذ سنوات شبابه الأولى للعمل عامل نظافة ليعيل أسرته ويؤمّن قوت يومه، ورغم الإرهاق الذي يرافق عمله اليومي، كان يحمل كتبه معه في الاستراحات القصيرة، يراجع دروسه تحت أضواء الشوارع أو على المقاعد العامة.
ليالي طويلة قضاها بين الكتب بعد انتهاء نوباته، حتى صار وجهه مألوفًا في المكتبة الجامعية أكثر من زملائه المتفرغين للدراسة، ومع كل يوم مضى، كان يثبت لنفسه ولمن حوله أن العزيمة قادرة على كسر كل قيود الفقر والتعب.
وفي النهاية، توّج إبراهيم رحلة كفاحه بالحصول على شهادة جامعية بتقدير امتياز، وسط تصفيق أساتذته وزملائه الذين اعتبروا قصته درسًا عمليًا في الإرادة، قصته اليوم تُروى كبرهان على أن الظروف الصعبة قد تؤخر الحلم لكنها لا تمنع تحقيقه.